علاقة مدمن المخدرات والنوم
يعتقد الكثير من المدمنين أن تناول المخدرات يساعد في الحصول على راحة البال والنوم الهاديء، فيقبلون عليها بشراهة، ولكن ما لا يعرفونه أن المخدرات تغير من دورة النوم واليقظة لدى الإنسان وتجعلها مضطربة، فتنام في الأوقات التي لا ترغب في النوم بها، وتستيقظ في أوقات النوم، ومع الوقت قد تنقلب الآية ويتحول النوم الكثير إلى أرق يجعلك مستيقظ طوال الليل، وعندما ينتهي تأثيرها تسقط في نوم كتير سيئ ومضر.
كما أنه توجد علاقة كبيرة بين إدمان المخدرات وأمراض اضطرابات النوم، ولكي نتناول تأثير المخدرات على نوم المدمن يجب أن نتتبع مسار المخدرات في دماغ الإنسان، المخدرات تستهدف مراكز النوم في المخ، فتتأثر كمية النوم وتتراوح بين الأرق الشديد والنوم الكثير، كما تتأثر النواقل العصبية التي تنقل الإشارات العصبية بين خلايا المخ، فيتأثر الدوبامين والذي يعد مادة مهمة جدًا لتنظيم النوم، وعندما تقل كميته في الجسم تتزايد اضطرابات النوم وتقل اليقظة مما تزيد الرغبة في تناول المزيد من المخدرات مرة أخرى.
شكاوى المدمنين الخاصة باضطرابات النوم
يظن كثير من الناس أن المدمن ينام كثيرًا، ولكن هذا خطأ، فالإدمان يسبب اضطرابات كثيرة في النوم ومن ضمنها النوم الكثير في بداية التعاطي فقط، حيث تتعدد شكاوى المدمنين الخاصة باضطرابات النوم والتي تشمل:
كثرة النوم
في بداية تناول المخدرات تساعد المواد المخدرة على الاسترخاء والهدوء مما يجعلها تزيد القدرة على النوم العميق، ولكن هذا يحدث في البداية فقط لأنه عند التعود على المخدرات وإدمانها يقل تأثيرها على الاسترخاء وتبدأ في إحداث مشاكل في جميع أنظمة الجسم.
الأرق وقلة النوم
بعد التعود على المواد المخدرة وإدمانها يتعود الدماغ على كمية المخدرات الداخلة للجسم مما يقلل تأثيرها على الاسترخاء وتبدأ مرحلة الأرق، الأرق هو عبارة عن عدم القدرة على الاستمرار في النوم العميق لمدة كافية، مما يؤثر على أداء الفرد في فترة النهار مما يؤثر على نشاطاته وعاداته اليومية.
اضطرابات التنفس أثناء النوم..
تنشأ اضطرابات التنفس بسبب تداخل توقيت النوم واليقظة، وبالنسبة للمدمن فإن المخدرات التي يتناولها تؤثر تأثيرًا مباشرًا على الجهاز التنفسي، مما يساهم في نشأة اضطرابات التنفس وعدم القدرة على التنفس بشكل سليم وتزيد مشاكل التنفس أثناء النوم.
هل يمكن علاج اضطرابات النوم مع علاج الإدمان؟
يمكن بالفعل علاج اضطرابات النوم المصاحبة للإدمان عن طريق عدة خطوات أهمها:
العلاج السلوكي المعرفي
يعد العلاج السلوكي المعرفي لاضطرابات النوم هو خط العلاج الأول في علاج اضطرابات النوم المرتبطة بالإدمان وذلك عن طريق تغيير العادات وتقويمها مثل:
- إيقاف المادة المخدرة تمامًا وبث الطمأنينة في نفس المتعافي، وضبط نسبة النوم اليومية والحد من المنبهات.
- اتباع عادات النوم الصحيحة للحصول على قدر أكبر من الراحة، والتي تساعد في علاج اضطرابات النوم بجانب علاج الإدمان الطبي.
- تهيئة مكان النوم جيدًا من خلال توفير الهدوء والتهوية الجيدة، بالإضافة إلى الابتعاد عن الصخب.
- تحديد وقت النوم كل ليلة بانتظام والالتزام به.
- التقليل من كمية المنبهات المشروبة طوال اليوم ويفضل الابتعاد تمامًا عنها.
- الالتزام بالرياضة والأكل الصحي والعادات الصحية السليمة.
العلاج الطبي
بعد بدء اتباع العلاج الطبي يبدأ المتعافي في التحسن، ولكن لا يمكن لمس أثره إلا بعد مدة طويلة قد تصل إلى 90 يوم باستخدام الأدوية الطبية مثل النالتريكسون والبنزوديازيبين بالإضافة إلى علاج الآثار الناتجة عن الإدمان، بالإضافة إلى معالجة اضطرابات النوم باستخدام دواء(مودافينيل) وهو يعد الدواء المعتمد المستخدم لعلاج اضطرابات النوم عن المدمن واضطراب الساعة البيولوجية.
كما يجب ألا ننسى أن من أفضل مراكز علاج الإدمان الموجودة حاليا هو مركز قويم الذي يقدم رعاية طبية ممتازة بالإضافة للإقامة الفندقية ووجود قامات علمية على أعلى مستوى، تجعلك مطمئن كل الاطمئنان على ابنك المدمن عند تقديمه هناك للعلاج.
الخاتمة
وفي نهاية المقال نكون قد أجبنا على سؤال هل متعاطي المخدرات ينام كثيراً أم لا، فمدمن المخدرات والنوم شقان لا يفترقا، حيث تعمل المخدرات -كما تناولنا- على اضطراب الساعة البيولوجية لدى المدمن فتصيبه بكثر النوم والأرق، كما تؤثر أيضًا على جهازه التنفسي، وتعرفنا أيضًا على طريقة العلاج عن طريق العلاج السلوكي المعرفي والأدوية الطبية الفعالة، وفي النهاية يجب أن نحافظ على أبنائنا من وحش الإدمان ورعايتهم وتقديم تربية سليمة لهم تجعلهم يواجهون خطورة الإدمان والمدمنين.