سناريو نهاية مدمن المخدرات
تكون نهاية مدمن المخدرات نهاية مُحزنة للغاية مع استمراره في تعاطي المخدرات وعدم محاولته الحصول على العلاج المناسب حيث تتفاقم تأثيرات تلك المواد المخدرة على الجسم بشكل عام، وتزداد السموم بالجسم وتتأثر حالته العقلية أيضًا ويفعل أي شيء في سبيل الحصول على جرعته من المواد المخدرة التي يتعاطاها.
ينتهي به الأمر إما مريض عقلي في أحد المستشفيات العقلية، أو مريض بالعديد من الأمراض الجسدية أو يُلقى في السجن لجريمة قام بها في سبيل الحصول على المخدرات، أو ميتًا بفعل جرعة زائدة، ولا يتبقى لذويه وأهله إلا الحسرة والحزن عليه، ولكن أمام متعاطي المخدرات الفرصة وهي السير في طريق العلاج للتعافي من ذلك المرض اللعين الذي يمكن أن يكون سببًا في تدمير حياته.
وبالتالي يموت متعاطي المخدرات إذا استمر في تعاطي المواد المخدرة ولم يحاول الحصول على العلاج، لأنه مع استمرار المدمن في تعاطي المخدرات تتأثر كل أجهزة الجسم، بما في ذلك تغير في كيمياء الدماغ، وبالتالي تأثيرات سلبية لا حصر لها على صحة الشخص سواءً النفسية أو الجسدية، كثيرًا ما نسمع أن شخص ما توفى بسبب تناول جرعة زائدة من المخدرات أيًا كان نوعها، نعم آجال البشر ومتى يموتون بيد الله سبحانه وتعالى، ولكن الله سبحانه وتعالى حرم قتل النفس، والمدمن باستمراره في تعاطي المخدرات يقتل نفسه، وغالبًا ما يموت متعاطي المخدرات بعد عام أو عامين من جرعة زائدة من المخدرات.
طرق علاج مدمن المخدرات
يعد إدمان المخدرات مشكلة خطيرة تؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، مع توفر العديد من خيارات العلاج من العلاج السلوكي إلى العلاج بمساعدة الأدوية واتباع البروتوكول العلاجي يتم علاج مدمن المخدرات، وفيما يلي خطوات العلاج:
إزالة السموم
أول خطوة في علاج الإدمان إزالة السموم من الجسم، وتتم تلك الخطوة من قبل فريق طبي متخصص في علاج الإدمان للتحكم والتخفيف من أعراض الانسحاب التي تنتج عن تنظيف الجسم من المخدرات.
ملحوظة: تسبب أعراض انسحاب المواد المخدرة أعراض جسدية شديدة، ولكن يتم السيطرة عليها باستخدام الأدوية.
العلاج السلوكي
غالبًا ما تكون العلاجات السلوكية أساس علاج الإدمان، لأن هذه الأساليب تعلم الشخص استراتيجيات ومهارات للتعامل مع المواقف العصيبة والرغبة الشديدة في تعاطي المخدرات، وتشمل الأمثلة العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، والعلاج السلوكي الجدلي، والمقابلات التحفيزية وغيرها.
العلاج بالأدوية
هو شكل آخر من أشكال علاج الإدمان، حيث تعمل هذه الأدوية على تخفيف أعراض الانسحاب وتحد من الرغبة الشديدة في تعاطي المخدرات.
برامج إعادة التأهيل
برامج إعادة التأهيل لمدمني المخدرات ضرورية لإعادة الشخص إلى نمط حياة وظيفي ومعالجة المشاكل الجسدية والعقلية والعاطفية التي يسببها الإدمان، من خلال العلاج الشامل يمكن للأفراد تقليل استخدامهم للمواد المخدرة، وإدارة أعراض الانسحاب، واكتساب مهارات التأقلم الفعالة وإعادة بناء العلاقات مع العائلة والأصدقاء.
ويقدم مركز قويم لعلاج الإدمان مجموعة متنوعة من برامج إعادة التأهيل المتاحة للأشخاص الذين يعانون من إدمان المخدرات من برامج المرضى الداخليين بالمستشفى إلى رعاية المرضى الخارجيين أو العلاج الداخلي، ولكل برنامج منهجه المميز في علاج المدمنين ومجموعة خدماته الفعالة وتتضمن برامج إعادة التأهيل ثلاث أنواع كما يلي:
إعادة التأهيل الداخلي
وغالبًا ما تكون إعادة تأهيل المرضى الداخليين هي أكثر أشكال الرعاية المكثفة التي تعالج المدمنين المتعافين في بيئة مناسبة أثناء خضوعهم للعلاج على مدى أشهر، حيث يتلقون المشورة الفردية بالإضافة إلى العلاج الجماعي المصمم لتطوير استراتيجيات التأقلم.
إعادة التأهيل في العيادات الخارجية
وتركز إعادة التأهيل في العيادات الخارجية على مساعدة المدمنين المتعافين على عدم الانتكاس من خلال جلسات الاستشارة خلال ساعات النهار أو المساء، حيث يعيش المرضى في المنزل أثناء تلقيهم العلاج المناسب، وغالبًا ما تجمع برامج العيادات الخارجية بين بناء المهارات الفردية التي تساعد المشاركين على تعلم تقنيات اتصال أفضل حتى يتمكنوا من بناء علاقات صحية عند العودة إلى مجتمعاتهم.
إعادة التأهيل السكنية
وتتوفر أيضًا مراكز إعادة التأهيل السكنية للأشخاص الذين يحتاجون إلى دعم طويل الأجل للابتعاد عن المخدرات والكحول، حيث توفر هذه المراكز إشرافًا على مدار 24 ساعة مع إمكانية الوصول إلى مجموعة متنوعة من المتخصصين مثل الأطباء النفسيين وعلماء النفس والأخصائيين الاجتماعيين الذين يقدمون تقييمات شاملة عبر أبعاد متعددة حول المستويات الحالية للاضطرابات العاطفية المرتبطة بالإدمان.
وتشمل إعادة التأهيل السكنية عادةً مزيجًا من العلاج النفسي والعلاجات البديلة مثل مجموعات النشاط أو تدريب اليقظة ودروس المهارات الحياتية الموجهة نحو مساعدة المدمنين السابقين على تحسين مهارات الاتصال وقدرات حل المشكلات وطرق الوقاية من الانتكاس قبل العودة إلى المجتمع.
برنامج 12 خطوة
هو نوع من العلاج الجماعي لعدد من المدمنين يتضمن الاعتراف بمشكلة الإدمان والنتائج السلبية المترتبة على تعاطي المخدرات، والتي قد تكون جسدية، ونفسية، واجتماعية.
إرشادات لدعم مدمن المخدرات
إليك أهم الإرشادات التي يمكن الاستعانة بها لدعم مدمن المخدرات ومساعدته على التعافي:
شجعه على تثقيف نفسه بشأن الإدمان وخطورته
يحتاج مدمنو المخدرات إلى فهم خطورة حالتهم، وأفضل طريقة هي أن يتعلموا عن مرضهم، يُعد تثقيفهم بشأن الإدمان أمرًا أساسيًا لتوفير خيارات العلاج وإنشاء الأهداف وفهم المحفزات وعلامات التحذير من الانتكاس.
إنشاء نظام دعم
لمحاربة إدمان المخدرات بنجاح يحتاج المدمن إلى بناء شبكة دعم مع العائلة والأصدقاء والأطباء، فإذا لم يكن لدى مدمن المخدرات من يلجأ إليه في الأوقات الصعبة أو كان يرغب ببساطة في الاحتفال بالنجاحات في التعافي فإن وجود نظام دعم قوي أمر ضروري.
ممارسة أساليب الإلهاء الصحية
قد يكون من الصعب على المدمنين التحرر من الحالة العقلية التي تدفعهم نحو اضطراب تعاطي المخدرات، ومع ذلك فإن تقنيات مثل تمارين اليقظة أو أنشطة بناء الثقة يمكن أن تساعدهم على الابتعاد عن تلك الأفكار وتوفير تركيز بديل لوقتهم وطاقتهم، حيث يمكن أن تسمح هذه الأساليب للأفراد في التعافي بالانفصال ببطء عن المحفزات والابتعاد عن الإدمان على المدى الطويل.
شجعه على طلب المساعدة
قد يشعر متعاطي المخدرات بالخزي ويخشى طلب المساعدة، هنا يأتي دور الأسرة والأصدقاء في دعم متعاطي المخدرات وتشجيعه على طلب المساعدة الطبية وتلقي العلاج في أحد مراكز علاج الإدمان حتى يتعافى من تعاطي المخدرات بشكل نهائي، وبالتالي فإن دعم مدمن المخدرات يعتبر جزء لا يتجزأ من خطوات علاج الإدمان.
الخاتمة
تعتبر نهاية مدمن المخدرات من النهايات الصعبة المُحزنة، فكما ذكرنا أن المدمن قد ينتهي به الأمر مريضًا عقليًا أو مسجونًا أو ميتًا بسبب تعاطي جرعة زائدة، لذلك من الضروري اتخاذ قرار العلاج والتعافي من الإدمان لتجنب هذه النهاية التعيسة.